سكبت لأحد كبار السن الشاي في «بيالة» قديمة (كوب زجاجي صغير مخصص لشرب الشاي)، فقال لي: من أين أتيت «ببيالة سلوى»؟، سألته عن قصده، فأجابني: هذا النوع من البيالات يمتاز بملمسه الأملس لذلك أطلقنا عليه قديماً اسم «سلوى»، فقد كنا نستمع عبر المذياع لصوت نسائي نديّ صاحبته تُدعى «سلوى»، فربطنا جمال «البيالة» بجمال صوتها، حتى جاء اليوم الذي شاهدت فيه «سلوى» على التلفاز فعرفت أننا أطلقنا على «البيالات» اسماً على غير مسمى.
في حياتنا العملية نقابل من هم على شاكلة «بيالات سلوى»، أشخاصاً يحكون قصص نجاحهم بسرد أسطوري يجعل المُستمع يتمنى لو عاش تفاصيل قصصهم أو جزءاً من أحداثها، مع أن نجاحهم المزعوم ليس له أثر.
وهناك من يؤلفون عن منجزاتهم مجلدات، تتصاغر في عين قارئها منجزاته الشخصية مهما عظمت إذا ما قارنها بما كتبوه من إنجازات، حتى أضحى المسكين يُمني نفسه بأن يكون ذات يوم شريكاً في تحقيق إنجاز معهم يسطر به اسمه في مؤلف إنجازاتهم الجديد، رغم أنه لم يطلع على أي مخرج لمنجزاتهم السابقة، إلا أنه علل ذلك بكون العيب فيه لا فيهم، لذا ما زال ينتظر تلك الشراكة، والحقيقة المرة هي أن فاقد الشيء لا يعطيه.
وهناك من هم ماهرون في تصفيف الكلام ومداعبة الآذان بألفاظ معسولة، حتى يخيل للسامع أنه يستمع لتلاطم أمواج بحر من العلوم هائج، فيعقد العزم لإعطائهم الفرصة لتنفيذ ما يقولون، شوقاً لشق عباب بحر الإنجازات برفقتهم، فإذا أعطاهم الفرصة وجد ذاك البحر مستنقعَ وحلٍ أعاق حركته، ليوقن بعد الإبحار أنه كان واهماً.
ويوجد أُناس حباهم الله بفن إعداد العروض التقديمية والتقارير الفنية فتجد عروضهم وتقاريرهم مليئة بالأرقام الفضفاضة والرسوم البراقة والعبارات المطاطة، عروض وتقارير جميلة لا تُدين ولا تُدان، ولكن إذا ما كلفوا بتنفيذ ما عرضوا تكشف جهلهم وسوء تدبيرهم.
أخيراً..
أعرف أن ما يقوم به أولئك النفر ما هو إلا تسويق لأنفسهم وترويج لبضاعتهم، لذلك لا ألومهم على «تبهير» منجزاتهم وتضخيمها، ولكن عتبي على من لا يزال بعد أن رأى «سلوى» بأم عينه مُصراً على تسمية «بيالات» الشاي الزجاجية «ببيالات سلوى» على الرغم من أنها أبعد ما تكون عن ذلك.
في حياتنا العملية نقابل من هم على شاكلة «بيالات سلوى»، أشخاصاً يحكون قصص نجاحهم بسرد أسطوري يجعل المُستمع يتمنى لو عاش تفاصيل قصصهم أو جزءاً من أحداثها، مع أن نجاحهم المزعوم ليس له أثر.
وهناك من يؤلفون عن منجزاتهم مجلدات، تتصاغر في عين قارئها منجزاته الشخصية مهما عظمت إذا ما قارنها بما كتبوه من إنجازات، حتى أضحى المسكين يُمني نفسه بأن يكون ذات يوم شريكاً في تحقيق إنجاز معهم يسطر به اسمه في مؤلف إنجازاتهم الجديد، رغم أنه لم يطلع على أي مخرج لمنجزاتهم السابقة، إلا أنه علل ذلك بكون العيب فيه لا فيهم، لذا ما زال ينتظر تلك الشراكة، والحقيقة المرة هي أن فاقد الشيء لا يعطيه.
وهناك من هم ماهرون في تصفيف الكلام ومداعبة الآذان بألفاظ معسولة، حتى يخيل للسامع أنه يستمع لتلاطم أمواج بحر من العلوم هائج، فيعقد العزم لإعطائهم الفرصة لتنفيذ ما يقولون، شوقاً لشق عباب بحر الإنجازات برفقتهم، فإذا أعطاهم الفرصة وجد ذاك البحر مستنقعَ وحلٍ أعاق حركته، ليوقن بعد الإبحار أنه كان واهماً.
ويوجد أُناس حباهم الله بفن إعداد العروض التقديمية والتقارير الفنية فتجد عروضهم وتقاريرهم مليئة بالأرقام الفضفاضة والرسوم البراقة والعبارات المطاطة، عروض وتقارير جميلة لا تُدين ولا تُدان، ولكن إذا ما كلفوا بتنفيذ ما عرضوا تكشف جهلهم وسوء تدبيرهم.
أخيراً..
أعرف أن ما يقوم به أولئك النفر ما هو إلا تسويق لأنفسهم وترويج لبضاعتهم، لذلك لا ألومهم على «تبهير» منجزاتهم وتضخيمها، ولكن عتبي على من لا يزال بعد أن رأى «سلوى» بأم عينه مُصراً على تسمية «بيالات» الشاي الزجاجية «ببيالات سلوى» على الرغم من أنها أبعد ما تكون عن ذلك.